قطر أنجح البطولات وأغلي الألقاب
" اسمك ضوا عالي كل يوم يكبر ... يا منتخبنا الغالي الله اكبر " كلمات اغنية قطرية عرفنا بها الكرة القطرية وفي اكتوبر من عام 1981 ذقنا الامرين ونحن نتحايل على التلفزيون لنحصل على صورة نصف واضحة لمتابعة منتخب شباب قطر وهو يتألق في مدن أستراليا بريسبن، نيوكاسل وسيدني، يثير الرعب في خصومه ويرفع راية الكرة العربية ويتأهل لنهائي كأس العالم للشباب ويخسر "تحت المطر" .. فهذا خالد سلمان يقصي البرازيل بهاتريك، وذلك بدر بلال يسجل هدفا اكروباتيا على انجلترا...
ماذا كان يمكن ان يحلم به المشاهد العربي اكثر من ذلك في تلك الفترة.
منذ تلك اللحظة بدأت الكرة القطرية في البروز ولكنها مرت بمراحل عديدة تفاوتت فيها النتائج، وكانت البداية مع بدايات المسح الجيولوجي عن الثروات المعدنية الطبيعية عام 1935 ، ووجد مجموعة العمال ذات الاغلبية الهندية، متسعا من الوقت لمزاوله اللعبة قبيل غروب الشمس الصحراوية الحارقة، وبدأت الفكرة تستهوي بعض القطريين ، وتدريجيا ازداد الاهتمام الى اعلن عن تأسيس الاتحاد القطري عام 1963 ، وانطلق الموسم الاول في عام 1970 .
ولم تغب قطر عن جميع بطولات كأس الخليج وتتساوى مع الكويت في المشاركه المباريات طوال البطولات التي جرت حتى الآن، وشاركت في البطوله التي جرت في البحرين، وقدم الفريق رغم احتلاله المركز الاخير مستوى جيدا وكانت مباراه الكويت هي الاقوى فقد خسرها الفريق 2 / 4 ولكن العرض الذي قدمه كان مقنعا ويقول المؤرخون : لو كان زملاء خالد بلان في نصف مستواه لفازوا بالكأس ! وبلان هذا كان من ابرز لاعبي ذلك الجيل وحصل على جائزة افضل لاعب في البطولة الاولى ... وجاءت بقية النتائج على النحو التالي :1 / 2 امام البحرين و 1 / 1 مع السعودية.
وكانت بعثة قطر تضم كلا من : سلمان سعيد، عبد المجيد اسماعيل، محمد كاظم ، حسن علي، صالح النصف، امان عبد الكريم ، مال الله عبد الله، عيس نجم، سلمان خليفة، محمد غانم، مبارك فرج، خطاب عمر، طالب بلان، عبد الامير زينل، عيسى محمود، خالد بلان، سليمان الماس، عيسى صالح وعبد الله جاسم .
وفي " الرياض 72 " خسر الفريق جميع مبارياته وقدم عروضا ضعيفة هي الاضعف في تاريخ مشاركاته ويكفي ان نعرف انها المرة الوحيدة التي لا يظفر فيها الفريق ولو بنقطة واحدة، والحسنة الوحيدة في تلك المشاركة تقديم وجه جديد اسمه محمد غانم ، وجاءت النتائج على النحو التالي : صفر / 1 امام الامارات ، 2 / 6 امام البحرين ، صفر / 4 امام السعودية و صفر / 5 امام الكويت .
بعد عامين من الاخفاق سجلت قطر حضورا مشرفا في " الكويت 74 " وقدمت مباريات رائعة، وكان واضحا ان المصري حلمي حسين قد اجتهد في تكوين فريق منظم، وخسر الفريق امام المضيف بشق الانفس وبركلة جزاء في واحدة من افضل مباريات الفريق ، وتواصلت عروض الفريق الطيبة وانتهى به المطاف للصعود الى منصة التتويج بعد ان احتل المركز الثالث، وجاءت نتائجه كالتالي : صفر / 2 و 1 / 3 امام السعودية، صفر / 1 امام الكويت ، 4 / صفر على عمان والفوز بركلات الترجيح على الامارات بعد تعادلهما 1 / 1 ، واختير لاعب الوسط محمد غانم كأفضل لاعب في البطولة.
وقررت الدوحة استضافة البطولة الرابعة عام 1976 ورصدت كل الامكانيات الفنية والبشرية لانجاحها وازيح الستار عن ستاد خليفه الاولمبي والذي كان احدث المنشآت الرياضية في السبعينات في المنطقة، وقدمت قطر مستوى فنيا مدهشا للجميع بقيادة المدرب الانجليزي فرانك ويكنل، واحتلت المركز الثاني بأربعة انتصارات وخسارة واحدة امام البطلة الكويت وتعادل سلبي مع الوصيف العراق ، وشهدت تلك البطوله مولد واحد من المع نجوم الكرة القطرية وهو الهداف منصور مفتاح والذي سجل 5 أهداف من اصل 11 سجلها الفريق ، وكانت نتائجه : 1 / صفر على السعودية، صفر / 4 من الكويت ، 3 / 1 على الامارات ، صفر / صفر مع العراق ، 4 / 1 على عمان و 3 / صفر على البحرين .
في البطولة الخامسة تراجعت النتائج وجاء في المركز الخامس وكان الاداء الفردي للاعبيه متواضعا لدرجه ان احدا لم يبرز من اللاعبين وجاءت النتائج كالتالي : 1 / 3 امام الكويت، صفر / 2 امام العراق ، 1 / صفر على الامارات وعمان وصفر / 7 من السعودية.
في عام 1980 وضعت قطر قدمها على خارطة الكرة الآسيوية بمشاركتها الاولى في نهائيات كاس آسيا، وبعدها بعام قاد البرازيلي ايفريستو منتخب الشباب لنهائي كأس العالم وقدم الفريق عروضا رائعه كالفوز على بولندا 1 / صفر و انجلترا 2 / 1 وعلى البرازيل 3 / 2 وخسر المباراه النهائيه صفر / 4 امام المانيا في مباراة شهدت امطارا غزيرة، ولذلك لم يكن غريبا ان يتوقع المراقبون ان يلعب الفريق الذي جاء الى ابوظبي عام 1982 للمشاركة في بطولة الخليج دورالحصان الاسود ، ولكن الفريق عجز عن ترجمة تلك التوقعات و الطموحات وحل في المركز قبل الاخير وجاءت نتائجه على النحو التالي : صفر / 1 امام الامارات ، 3 / صفر على عمان ، 1 / 2 امام العراق ، صفر / 1 امام السعودية، صفر / 1 امام البحرين وفاز في آخر مبارياته 2 / 1 على الكويت .
وبعد ذلك بسنتين كان الملتقى في عمان ، وكانت محطة مميزة للغاية لأن عام 1984 كان مضيئا للكرة القطرية، بدءا من مسقط عندما قدم الفريق مباريات رائعة وفرض على المنظمين اقامه مباراة فاصلة مع العراق لحسم اللقب ، وبقياده منصور مفتاح ، على زيد ، خالد سلمان ، محمد وفا ،عيسى احمد ، محمد دهام ومحمد العماري كان الفريق اقرب ما يكون من ملامسة الكأس حتى دون اللجوء للمباراة الفاصلة ولكنة اضاع نقطة ثمينة للغاية بتعادله مع البحرين ، ولكن اللقب ضاع بعد ان اضاع محمد دهام ، سلطان جمعان ، مبارك عنبر ، عادل مال الله وجاءت النتائج على النحو التالي : 2 / 1 على السعوديه ، 1 / صفر على الامارات ، 2 / 1 على الكويت ، 2 / صفر على عمان ، 1 / 1 مع البحرين ، 2 / 1 على البحرين وفي المباراة الفاصلة مع العراق كانت النتيجه 1 / 1 وفاز العراق بركلات الترجيح .
في ذلك العام تأهلت قطر لأولمبياد لوس انجلوس وقدمت مباراه كبيره وتعادلت مع فرنسا بهدفين لمثلهما بفضل تألق يونس احمد وكفاءة خالد سلمان الذي سجل هدفي فريقه .
في " البحرين 86 " لم ينتفض الفريق وتراجع مركزه الى الرابع بعد الاحباط الذي اصابه من جراء الخروج من تصفيات مونديال المكسيك 86 ، وحقق فوزين على عمان 2 / 1 و الامارات 3 / 2 وتعادل مع العراق 1 / 1 والبحرين بدون اهداف ، وخسر من الكويت 1 / 2 والسعودية صفر / 2 ، وانقضت الفتره الاولى من العلاقه التي ربطت بين الاتحاد القطري لكره القدم والمدرب البرازيلي ايفريستو بعد ما يقارب 7 سنوات من الارتباط .
وشهدت بطوله " الرياض 88 " انحدارا كبيرا في العروض والنتائج وجاء الفريق في المرتبة قبل الاخيره ، وجاءت نتائجه كالتالي : 1 / 1 مع الكويت ، صفر / صفر مع السعوديه ، 2 / 1 على الامارات ، 1 / 2 من عمان ، صفر / 3 من العراق و صفر / 1 امام البحرين .
ورغم احتلاله المركز الثاني في " الكويت 90 " الا انه لم يكن مقنعا لعدة اسباب منها تواضع مستوى تلك البطولة بشكل عام ، وجاءت نتائجه كالتالي : صفر / صفر مع البحرين والامارات ، 4 / 2 امام عمان وصفر / 2 امام الكويت .
كسر الاحتكار
وفي خليجي 11 في الدوحة استطاعت قطر بقيادة مدربها سبستياو لابولا ان تكسر احتكار الكويت و العراق للبطولات وبجدارة وحققت الكأس الغالية وضمنت اللقب قبل انتهاء البطولة بجولة واحدة وحققت 4 انتصارات متتالية على عمان 2 / صفر ، 1 / صفر علي البحرين ، ثم الانتصار المدوي على الكويت 4 / صفر، 1 / صفر الامارات قبل ان تخسر امام السعودية بهدف لسعيد العويران الذي اضاع على احمد خليل فرصة الخروج بشباك نظيفة كما فعل احمد الطرابلسي عام 1974 .
ورفع عادل مال الله الكأس الغالية والتي تسبب باضاعتها بركلة ترجيحية عام 1984 ، وكان واضحا ان جيلا جديدا من اللاعبين سيخلف حقبه مفتاح بقيادة مبارك مصطفى ، احمد خليل ، عادل الملا وزامل الكواري .
ولم يكن الفريق القطري مهيئا للدفاع عن لقبه في خليجي 12 وجاءت نتائجه متواضعة ولا تتناسب مع فريق حقق الكأس قبل عامين فقط ، وانتقد الاتحاد القطري لاعادته العجوز ايفريستو والذي ودع البطوله خائبا ، وجاءت نتائج الفريق على النحو التالي : صفر / 2 امام الامارات ، صفر / 1 امام الكويت ، 4 / 2 على عمان ، 1 / 2 امام السعودية و1 / 1 مع البحرين .
وفي خليجي 13 دخلت قطر كأفضل الفرق المرشحة للفوز بالكأس وظلت حتى المباراة الاخيرة في دائرة الحسابات وكانت بحاجة للتعادل مع الكويت لضمان الكأس ولكن منتخب الكويت عرف كيف يستثمر الفرص بهدفين لبشار عبد الله وحمد الصالح.
وجاءت نتائجه كالتالي : 1 / صفر على الامارات ، 2 / 2 مع السعودية، 3 / صفر على عمان ، 2 / 1 على البحرين و 1 / 2 من الكويت … في هذه المره ضاعت الكأس بسبب سذاجة المدافعين وعبر يونس احمد الحارس القطري عن "حزنه" بركله لأحدهم بعد الهدف الثاني الذي سجله الصالح!!
وفي البطولة الاخيرة في البحرين 98 انتكست قطر انتكاسة غريبة واحتلت المركز الاخير وهو الاسوأ من بطولتي 70 و72 كما انها المرة الاولى منذ تلك البطولتين التي يفشل فيها الفريق في تحقيق ولو فوز واحد واقيل المدرب البرازيلي كونزاغا من مهامه اثناء البطولة وكانت بالفعل ذكرى مؤلمة للقطريين ، رغم انهم لعبوا دورا في تحديد هوية البطل عندما انتزعوا تعادلا سلبيا من السعودية في الجولة الاخيرة ، فأتاح الفرصة لمنتخب الكويت للفوز باللقب .
وجاءت النتائج عل النحو التالي : 1 / 2 امام عمان ، 2 / 6 امام الكويت ، صفر / صفر مع الامارات ، البحرين والسعودية.
في خليجي 15 اقتربت قطر من اللقب ، حيث جمعت 12 نقطة من اول 4 مباريات ، وفي المباراة الحاسمة امام السعودية ،كان التعادل لصالحه ،ومع ذلك تقدم بهدف لأحمد خليفة، ولكن العنابي خسر اللقب في آخر 8 دقائق .
المركز الثالث
وفي خليجي 16 بالكويت احتل العنابي المركز الثالث في البطولة وجاءت نتائجه على غير المتوقع حيث التعادلات في البداية مع البحرين دون اهداف وكذلك السعودية وبعدها الامارات وكأن الفريق "مربوطا" على التعادل وبنفس النتيجة دون هز الشباك.. وجاء الفرج في الفوز على اليمن 3/صفر ثم على الكويت 2/1.. واللقاء الاخير شمل الخسارة الوحيدة من عمان صفر/2.. وظهرت مجموعة من اللاعبين الجدد الذين يبحثون عن التألق في خليجي 17 بالدوحة.